للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْن اخْتَبَأَ الْأَسدي

وَوجدت فِي كتاب المتيمين للمدائني: أَن رجلا من بني أَسد، علق امْرَأَة من هَمدَان بِالْكُوفَةِ، وشاع أَمرهمَا، فَوضع قوم الْمَرْأَة عَلَيْهِ عيُونا، حَتَّى أخبروا أَنه قد أَتَاهَا فِي منزلهَا، فَأتوا دارها، واحتاطوا بهَا.

فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك، وَلم تَجِد للرجل مهربًا، وَكَانَت الْمَرْأَة بادنة، فَقَالَت لَهُ: مَا أرى لَك موضعا أستر لَك من أَن أدْخلك خلف ظَهْري، وتلزمني، فأدخلته بَينهَا وَبَين الْقَمِيص، ولزمها من خلفهَا.

وَدخل الْقَوْم، فَدَارُوا فِي الدَّار، حَتَّى لم يتْركُوا موضعا إِلَّا فتشوه، فَلَمَّا لم يَجدوا الرجل، اسْتَحْيوا من فعلهم، وأغلظت الْمَرْأَة عَلَيْهِم، وعنفتهم، فَخَرجُوا.

وَأَنْشَأَ الرجل يَقُول:

فحبّك أشهاني وحبّك قادني ... لهمدان حَتَّى أَمْسكُوا بالمخنّق

فَجَاشَتْ إليّ النَّفس أوّل مرّة ... فَقلت لَهَا لَا تفرقي حِين مفرقي

رويدك حَتَّى تنظري عمّ تنجلي ... عماية هَذَا الْعَارِض المتألّق

<<  <  ج: ص:  >  >>