الجناذية والبانوانية فِي الْهِنْد
وَحكى أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عمر بن شُجَاع الْمُتَكَلّم الْبَغْدَادِيّ، قَالَ: رَأَيْت بِالْهِنْدِ قوما، يُقَال لَهُم: الجناذية، يَأْكُلُون الْميتَة، يَتَقَذَّرهُمْ جَمِيع أهل الْهِنْد، وَعِنْدهم أَنهم إِن لامسوهم تنجسوا.
قَالَ: فهم يَمْشُونَ وَفِي أَعْنَاقهم طبول يطبلون بهَا؛ ليسمع أصواتها النَّاس، فيتنحون عَن طريقهم، فَإِن لم يَتَنَحَّ الرجل عِنْد سَماع الطبل؛ فَلَا شَيْء على الجناذي، وَإِن لم يضْرب الجناذي الطبل، حَتَّى يلاصق جسده جَسَد غَيره؛ قَتله الَّذِي لصق جسده، فَلَا يعدى عَلَيْهِ؛ لِأَن هَذَا هُوَ شرطهم وسنتهم.
قَالَ: وَلَا يشرب أحد مَاء هَؤُلَاءِ الجناذية، وَلَا يَأْكُلُون من طعامهم، وَلَا يخالطهم، فهم ينزلون فِي ظَاهر الْبَلَد، منفردين نَاحيَة، وهم أرمى النَّاس، ومعاشهم من الصَّيْد.
وَهُنَاكَ قوم، يُقَال لَهُم: البانوانية، يجرونَ مجْرى المستقفين هَهُنَا، وَالسُّلْطَان يطلبهم كَمَا يطْلب اللُّصُوص والعيارين، فَإِذا عرفهم، وظفر بهم؛ قَتلهمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute