للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعَان الفيلة على قتل ثعبان فكافئوه بِمَا أغناه

وَحدث عبد الله بن مُحَمَّد بن خرسان السيرافي، الْمُقِيم، كَانَ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن جدي، قَالَ ذكر جمَاعَة من شُيُوخ الْبَحْرين الَّذين ترددوا إِلَى بِلَاد الْهِنْد، أَنهم سمعُوا هُنَاكَ حِكَايَة مستفيضة، أَن رجلا كَانَ معاشه صيد الفيلة قَالَ: استخفيت مرّة فِي شَجَرَة كَبِيرَة عالية كَثِيرَة الْوَرق فِي غيضة كَانَت تجتاز بهَا الفيلة، من شرائع المَاء الَّتِي تردها إِلَى مراتعها.

فاجتاز بِي قطيع مِنْهَا، وَكَانَت عادتي أَن أدع القطعان تجوز حَتَّى تبلغ آخر فيل مِنْهَا، فأرميه بِسَهْم مَسْمُوم فِي بعض مقاتله، فتجفل الفيلة، فَإِذا مَاتَ الْفِيل الْمَجْرُوح، نزلت فاقتلعت أنيابه وسلخت جلده، وَأخذت ذَلِك فَبِعْته فِي الْبِلَاد.

فَلَمَّا اجتاز بِي هَذَا القطيع، رميت آخر فيل كَانَ فِيهِ، فَخر، فاضطربت الفيلة، وأسرعت عَنهُ.

فَإِذا أعظمها قد عَاد فَوقف عَلَيْهِ، وَتَأمل السهْم وَالْجرْح، وَرجعت مَعَه الفيلة، ووقفت بوقوفه، فَمَا زَالَ قَائِما والفيل الْمَجْرُوح يضطرب إِلَى أَن مَاتَ.

فَضَجَّ ذَلِك الْفِيل ضَجِيجًا عَظِيما، وضجت الفيلة مَعَه وانتشرت فِي الغيضة، ففتشتها شَجَرَة شَجَرَة، فأيقنت بِالْهَلَاكِ.

وانْتهى الْفِيل الْأَعْظَم إِلَى الشَّجَرَة الَّتِي أَنا فِيهَا، فَلَمَّا رَآنِي أحتك بِالشَّجَرَةِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>