للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبى أَن يُعْطِيهِ دِينَارا ثمَّ أعطَاهُ ألفي دِينَار

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِـ: ابْنِ حَمْدُونٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيِّ الْكَاتِبِ، قَالَ: كَانَ لِي أَيَّامَ مُقَامِي بِأَرْجَانَ جَارٌ تَاجِرٌ، يُعْرَفُ بِـ: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكُنْتُ آنَسُ بِهِ، فَحَدَّثَنِي، قَالَ: كُنْتُ أَحُجُّ دَائِمًا، وَأَنْزِلُ عَلَى رَجُلٍ عَلَوِيٍّ، حُسَيْنِيٍّ، فَقِيرٍ، مَسْتُورٍ، فَأُلْطِفُهُ، وَأَتَفَقَّدُهُ.

فَتَأَخَّرْتُ عَنِ الْحَجِّ سَنَةً، ثُمَّ عَاوَدْتُ، فَوَجَدْتُهُ مُثْرِيًا، فَسُرِرْتُ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ.

فَقَالَ: كَانَ قَدِ اجْتَمَعَ مَعِي دُرَيْهِمَاتٌ عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ، فَفَكَّرْتُ عَامَ أَوَّلَ فِي أَنْ أَتَزَوَّجَ، فَإِنِّي كُنْتُ عَزَبًا، كَمَا قَدْ عَلِمْتَ.

ثُمَّ عَلِمْتُ أَنْ فَرْضَ الْحَجِّ قَدْ تَعَيَّنَ عَلَيَّ، فَرَأَيْتُ أَنْ أُقَدِّمَ أَدَاءَ الْفَرْضِ، وَأَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي أَنْ يُسَهِّلَ لِي، بَعْدَ ذَلِكَ، مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ.

فَلَمَّا حَجَجْتُ؛ طُفْتُ طَوَافَ الدُّخُولِ، وَأَوْدَعْتُ رَحْلِي، وَمَا كَانَ مَعِي، فِي بَيْتٍ مِنْ خَان، وَأَقْفَلْتُ بَابَهُ، وَخَرَجْتُ إِلَى مِنًى.

<<  <  ج: ص:  >  >>