للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج ليغير فَوَقع على زيد الْخَيل

أَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْحسن، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد، قَالَ: حَدثنَا ابْن دُرَيْد، بِإِسْنَاد ذكره عَن هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ، قَالَ: أَخْبرنِي شيخ من بني شَيبَان، قَالَ: أَصَابَت بني شَيبَان سنة ذهبت بالأموال، فَخرج رجل مِنْهُم بعياله حَتَّى أنزلهم الْحيرَة.

وَقَالَ لَهُم: كونُوا قَرِيبا من الْملك يُصِيبكُم من خَيره، إِلَى أَن أرجع إِلَيْكُم.

وَخرج على وَجهه لما قد حل بِهِ، يؤمل أَن يكْسب مَا يعود بِهِ على عِيَاله، وَقد جهده الْفقر، وَبلغ بِهِ الطوى.

فَحدث، قَالَ: مشيت يَوْمًا وَلَيْلَة، بِحَيْثُ لَا أَدْرِي إِلَى أَيْن أتوجه، غير أَنِّي أجوب فِي الْبِلَاد.

فَلَمَّا كَانَ من الْغَد عشَاء، إِذا بِمهْر مُقَيّد حول خباء، فَقلت: هَذَا أول الْغَنِيمَة.

فحللته، فَلم أذهب إِلَّا قَلِيلا، حَتَّى نوديت: خل عَن الْمهْر، وَإِلَّا اختلجت مهجتك.

قَالَ: فَنزلت عَنهُ، وَتركته، ومضيت وَقد تحيرت فِي أَمْرِي، واغتممت غما شَدِيدا.

فسرت سَبْعَة أَيَّام، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مَوضِع عطن أباعر، مَعَ تطفيل الشَّمْس، فَإِذا خباء عَظِيم، وقبة من أَدَم.

<<  <  ج: ص:  >  >>