للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق فتخلص بِخَاتم عقيق

حَدثنِي الْحسن بن صافي، مولى ابْن المتَوَكل القَاضِي، وَكَانَ أَبوهُ يعرف بِغُلَام ابْن مقلة قَالَ: لما حصل المتقي لله بالرقة، وَمَعَهُ أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ، ابْن مقلة، وزيره، كاتبني بِأَن أخرج إِلَيْهِ، فَخرجت، وَمَعِي جمَاعَة من أَسبَابه، وَأَسْبَاب الْخَلِيفَة إِلَى هيت.

وَضم إِلَيْنَا ابْن فتيَان خفراء، يؤدونا إِلَى الرقة، ورحلت من هيت، ومعنا الخفراء والغلمان، وَمن انحدر مَعنا من هيت، فصرنا نَحوا من مِائَتي مقَاتل.

فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع من مسيرنا، وَنحن فِي الْبر الأقفر، وَقد نزلنَا نستريح، إِذا بسواد عَظِيم من بعيد، لَا نعلم مَا هُوَ، فَلم نزل نرقبه إِلَى أَن بَان لنا، وَإِذا هُوَ نَحوا من مائَة مَطِيَّة، على كل مَطِيَّة رجلَانِ.

فجمعنا أَصْحَابنَا ورجالنا، وَقرب الْقَوْم منا وأناخوا جمَالهمْ وعقلوها، وَأخذُوا جحفهم، وسلوا سيوفهم، وتقدمهم رَئِيس لَهُم، فَقَالَ لنا: يَا معشر الْمُسَافِرين، لَا يسلن أحد مِنْكُم سَيْفا، وَلَا يَرْمِي بِسَهْم، فَمن فعل ذَلِك فَهُوَ مقتول.

ففشل كل من كَانَ مَعنا، وَقَاتل قوم منا قتالًا ضَعِيفا، وخالطنا الْأَعْرَاب، وَأخذُوا جمَاعَة منا، وأخذونا، وَجَمِيع مَا كَانَ مَعنا، فأقتسموه، وتركونا مطرحين فِي الشَّمْس.

<<  <  ج: ص:  >  >>