للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا جَزَاك الله من طَارق خيرا

حَدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَاتِب، الْمَعْرُوف وَالِده بـ: أبي اللَّيْث الهمذاني، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن بديع الْعقيلِيّ، قَالَ: رَأَيْت فَتى من بني عقيل، فِي ظَهره كُله شَرط كَشَرط الْحجام، إِلَّا أَنَّهَا أكبر، فَسَأَلته عَن سَبَب ذَلِك.

فَقَالَ: إِنِّي كنت هويت ابْنة عَم لي، وخطبتها، فَقَالُوا لي: إِنَّا لَا نُزَوِّجك إِيَّاهَا، إِلَّا بعد أَن تجْعَل الشبكة صَدَاقهَا، وَهِي فرس سَابِقَة كَانَت لبَعض بني بكر بن كلاب.

فتزوجتها على ذَلِك، وَخرجت أحتال فِي أَن أسل الْفرس؛ لأتمكن من الدُّخُول بابنة عمي.

قَالَ: فَأتيت الْحَيّ الَّذِي فِيهِ الْفرس، بِصُورَة مجتاز، فَمَا زلت أداخلهم، وَمرَّة أجيء إِلَى الخباء الَّذِي فِيهِ الرجل صَاحب الْفرس، كَأَنِّي سَائل، إِلَى أَن عرفت مربط الْفرس من الخباء، وَرَأَيْت لَهَا مهرَة.

فاحتلت حَتَّى دخلت الْبَيْت من كَسره، وحصلت خلف النضد تَحت عهن، كَانُوا نفشوه ليغزل، فَلَمَّا جن اللَّيْل؛ وافى صَاحب الْبَيْت، وَقد صنعت لَهُ الْمَرْأَة عشَاء، فَجَلَسَا يأكلان، وَقد استحكمت الظلمَة، وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>