للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقلت: لَيْسَ إِلَّا الْعَمَل فِي حِيلَة، فَقلت لَهَا: أوغير هَذَا؟ .

قَالَت: قل.

قلت: أطلقك السَّاعَة، وتفرجين عني، وَأخرج غَدا عَن الْبَلَد، فَلَا أَرَاك، وَلَا تريني أبدا، وَلَا يكْشف لَك حَدِيث فِي بلدك، وَلَا تفتضحي، وتزوجين بِمن شِئْت، فقد شاع أَن يدك قطعت بخراج خبثها، وتربحين السّتْر.

قَالَت: لَا أفعل، حَتَّى تحلف لي أَنَّك لَا تقيم فِي الْبَلَد، وَلَا تفضحني أبدا، وتعجل لي الطَّلَاق.

فطلقتها، وَحلفت لَهَا بالأيمان الْمُغَلَّظَة أَنِّي أخرج، وَلَا أفضحها، فَقَامَتْ عَن صَدْرِي تعدو؛ خوفًا من أَن أَقبض عَلَيْهَا، حَتَّى رمت الموسى من يَدهَا، بِحَيْثُ لَا أَدْرِي أَيْن هُوَ، وعادت.

وَأخذت تظهر أَن الَّذِي فعلته بِي مزاحا، وَأخذت تلاعبني، فَقلت: إِلَيْك عني، فقد حرمت عَليّ، وَلَا تحل لي ملامستك، وَفِي غَد أخرج عَنْك.

فَقَالَت: الْآن علمت صدقك، وَوَاللَّه، لَئِن لم تفعل؛ لَا نجوت من يَدي، وَقَامَت فجاءتني بصرة، وَقَالَت: هَذِه مائَة دِينَار، خُذْهَا نَفَقَة لَك، واكتب رقْعَة بطلاقي، واخرج غَدا.

فَأخذت الدَّنَانِير، وَخرجت من سحرة ذَلِك الْيَوْم، بعد أَن كتبت إِلَى أَبِيهَا، أنني قد طَلقتهَا ثَلَاثًا، وأنني خرجت حَيَاء مِنْهُ.

وَلم ألتق مَعَهم إِلَى الْآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>