للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصَّة أبي عبيد الله وَزِير الْمهْدي وَكَيف ارتقت بِهِ الْحَال حَتَّى نَالَ الوزارة

وَذكر أَبُو الْحُسَيْن القَاضِي، فِي كِتَابه، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَطِيب، قَالَ: حَدثنِي من سمع أَحْمد بن أبي خَالِد الْأَحول، يَقُول: كَانَ أبي صديقا لأبي عبيد الله وَزِير الْمهْدي، وَهُوَ إِذْ ذَاك معلم، وَأبي متخلي، فَكَانَا يتعاشران، ويألفهما أَحْمد بن أَيُّوب.

قَالَ أَبُو خَالِد: وَكُنَّا نتبين فِي أبي عبيد الله شمائل الرِّئَاسَة، ونصدره إِذا اجْتَمَعنَا، وَنَرْجِع إِلَى رَأْيه فِيمَا يعرض لنا.

فَقلت لَهُ لَيْلَة، وَنحن نشرب: نحسبك سترأس، وتبلغ مبلغا عَظِيما، فَإِن كَانَ ذَلِك؛ فَمَا أَنْت صانع بِنَا؟ فَقَالَ: أما أَنْت يَا أَبَا خَالِد؛ فأصيرك خليفتي على أَمْرِي، وَأما أَنْت يَابْنَ أَيُّوب؛ فَقل مَا أردْت.

فَقَالَ: أُرِيد أَن توليني أَعمال مصر سبع سِنِين مُتَوَالِيَة، وَلَا تَسْأَلنِي بعد الصّرْف عَن حِسَاب.

قَالَ: ذَلِك لَك.

قَالَ أَبُو خَالِد: فَلم يمض لهَذَا الْأَمر إِلَّا مديدة، حَتَّى أَمْسَكت السَّمَاء، وَخرج النَّاس يستسقون، وَكَانَ عَلَيْهِم، إِذْ ذَاك، ثَعْلَبَة بن قيس، عَاملا من قبل صَالح بن عَليّ، فَمَا انْصَرف النَّاس، حَتَّى أَتَت السَّمَاء بمطر غزير.

فَقَالَ ثَعْلَبَة لكَاتبه: اكْتُبْ إِلَى الْأَمِير بِمَا كَانَ من الْقَحْط، وَمَا حدث بعده

<<  <  ج: ص:  >  >>