للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زور مناما فجَاء مطابقا للْحَقِيقَة

قَالَ رجل من شُيُوخ الْكتاب، يُقَال لَهُ: عباد بن الْحَرِيش: صَحِبت عَليّ بن الْمَرْزُبَان، وَهُوَ يتقلد شيراز، من قبل عَمْرو بن اللَّيْث الصفار، فصادر المتصرفين على أَمْوَال، ألزمهم إِيَّاهَا، فَكنت مِمَّن أَخذ خطه عَن الْعَمَل الَّذِي تَوليته، بِثَمَانِينَ ألف دِرْهَم، فأديت مِنْهَا أَرْبَعِينَ ألفا، ودرجت حَالي، حَتَّى لم يبْق لي شَيْء فِي الدُّنْيَا غير دَاري الَّتِي أسكنها، وَلَا قدر لثمنها فِيمَا بَقِي عَليّ، فَلم أدر مَا أصنع.

وفكرت، فَوجدت عَليّ بن الْمَرْزُبَان، رجلا حرا سليم الصَّدْر، فرويت لَهُ رُؤْيا، أَجمعت على أَن أَلْقَاهُ بهَا، وأجعلها سَببا لشكوى حَالي إِلَيْهِ، والتوصل إِلَى الْخَلَاص، وَكنت قد حفظت الرُّؤْيَا.

فاحتلت خمسين درهما، وبكرت إِلَيْهِ قبل طُلُوع الْفجْر، فدققت بَابه.

فَقَالَ حَاجِبه، من خلف الْبَاب: من أَنْت؟

<<  <  ج: ص:  >  >>