وَحكى الشريف أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عمر الْعلوِي الزيدي، قَالَ: لما حصلت مَحْبُوسًا بقلعة خست بنواحي نيسابور، من فَارس، حِين حَبَسَنِي عضد الدولة بهَا، كَانَ صَاحب القلعة الَّذِي أسلمت إِلَيْهِ يؤنسني بِالْحَدِيثِ.
فَحَدثني يَوْمًا: أَن هَذِه القلعة كَانَت فِي يَد رجل كَانَ رَاعيا بِهَذِهِ الْبِلَاد، ثمَّ صَار قائدًا، واحتوى عَلَيْهَا، فَصَارَت لَهُ معقلًا، وانضم إِلَيْهِ اللُّصُوص، فَصَارَ يُغير بهم على النواحي، فَيخْرجُونَ، ويقطعون الطَّرِيق، وينهبون الْقرى، ويفسدون، ويعودون إِلَى القلعة، فَلَا تمكن فيهم حِيلَة، إِلَى أَن قصدهم أَبُو الْفضل ابْن العميد، وحاصرهم مُدَّة، وافتتحها، وَسلمهَا إِلَى عضد الدولة.