هاك يَا هَذَا الَّذِي لَا أعرفهُ
وَذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي كِتَابه، قَالَ: رُوِيَ عَن شيخ من أهل الْكُوفَة، قَالَ: أملقت وَبَلغت بِي الْحَال أَن نقضت منزلي، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَليّ الْأَمر، وتجرد عيالي من الْكسْوَة؛ جاءتتي الخادمة، فَقَالَت: مَا لنا دَقِيق، وَلَا مَعنا ثمنه، فَمَا نعمل؟ فَقلت: أسرجي حماري، وَقد كَانَ بَقِي لي حمَار.
فَقَالَت: مَا أكل شَعِيرًا مُنْذُ ثَلَاث، فَكيف تركبه؟ فَقلت: أسرجيه على كل حَال، فأسرجته، فركبته أدب عَلَيْهِ، هَارِبا مِمَّا أَنا فِيهِ، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى الْبَصْرَة.
فَلَمَّا شارفتها إِذا أَنا بموكب مقبل، فَلَمَّا انْتَهوا إِلَيّ؛ دخلت فِي جُمْلَتهمْ، فَرَجَعت الْخَيل تُرِيدُ الْبَصْرَة، فسرت مَعَهم حَتَّى دَخَلتهَا، وانْتهى صَاحب الموكب إِلَى منزله، فَنزل، وَنزل النَّاس مَعَه، وَنزلت مَعَهم.
ودخلنا، فَإِذا الدهليز مفروش، وَالنَّاس جُلُوس مَعَ الرجل، فَدَعَا بغداء، فَجَاءُوا بِأَحْسَن غداء، فتغديت مَعَ النَّاس، ثمَّ وضأنا، ودعا بالغالية، فغلفنا بهَا.
ثمَّ قَالَ: يَا غلْمَان، هاتوا سفطا، فَجَاءُوا بسفط أَبيض مشدود، فَفتح فَإِذا فِيهِ أكياس، فِي كل ألف دِرْهَم، فَبَدَأَ يُعْطي من على يَمِينه، فأمرّها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute