أَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْحسن بن المظفر، الْكَاتِب اللّغَوِيّ، الْمَعْرُوف بـ: الْحَاتِمِي، قَالَ: أخبرنَا أَبُو عمر مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد، قَالَ: أخبرنَا ثَعْلَب، قَالَ: أخبرنَا عمر بن شبة، قَالَ: حَدثنِي سعيد بن عَامر، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن خَالِد الربعِي، قَالَ: دخلت الْمَسْجِد، وَمَعِي كيس فِيهِ ألف دِرْهَم، لَا أملك غَيره، فَوَضَعته على ركن سَارِيَة، وَصليت، ثمَّ ذهبت ونسيته.
فكربني أمره، وفدحت حَالي لفقده، فَمَا حدثت بذلك أحدا سنة، وجهدني الضّر.
قَالَ: فَصليت من بعد ذَلِك، إِلَى تِلْكَ السارية، ودعوت الله، وَسَأَلته رده عَليّ، وعجوز إِلَى جَانِبي تسمع قولي.
فَقَالَت: يَا عبد الله، مَا الَّذِي أسمعك تذكر؟ قلت: كيسا أنسيته على هَذِه السارية عَام أول.
قَالَت: هوذا عِنْدِي، وَأَنا مُنْذُ سنة أراقبك، فَجَاءَت بِهِ بِخَاتمِهِ.