للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَرِيض بالاستسقاء يبرأ بعد أَن طعم لحم أَفْعَى

وَحدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن طرطى الوَاسِطِيّ، قَالَ: سَمِعت أَبَا عَليّ عمر بن يحيى الْعلوِي الْكُوفِي، قَالَ: كنت فِي بعض حججي فِي طَرِيق مَكَّة، فَاسْتَسْقَى رجل كَانَ مَعنا من أهل الْكُوفَة، وَثقل فِي علته.

وسل الْأَعْرَاب قطارًا من الْقَافِلَة كَانَ هَذَا العليل على جمل مِنْهُ، ففقد، وجزعنا عَلَيْهِ، وعَلى القطار، وَكُنَّا رَاجِعين إِلَى الْكُوفَة.

فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة، جَاءَ العليل إِلَى دَاري معافى، فَسَأَلته عَن قصَّته وَسبب عافيته.

فَقَالَ: إِن الْأَعْرَاب لما سلوا القطار، ساقوه إِلَى محلهم، وَكَانَ على فراسخ يسيرَة من المحجة، فأنزلوني، وَرَأَوا صُورَتي، فطرحوني فِي أَوَاخِر بُيُوتهم.

وتقاسموا مَا كَانَ فِي القطار، فَكنت أزحف وأتصدق من الْبيُوت مَا آكله، وتمنيت الْمَوْت، وَكنت أَدْعُو الله تَعَالَى بِهِ أَو بالعافية.

فرأيتهم يَوْمًا وَقد عَادوا من ركوبهم، وأخرجوا أفاعي قد اصطادوها، فَقطعُوا رءوسها وأذنابها، واشتووها، وأكلوها.

فَقلت: هَؤُلَاءِ يَأْكُلُون هَذِه فَلَا تَضُرهُمْ بِالْعَادَةِ الَّتِي قد مرنوا عَلَيْهَا، ولعلي

<<  <  ج: ص:  >  >>