القرد وَامْرَأَة القراد
حَدثنِي عَليّ بن نظيف الْمُتَكَلّم، الْمَعْرُوف بشهدانجة، وَسَعِيد بن عبد الله السَّمرقَنْدِي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ، عَمَّن حَدثهمَا: إِنَّه بَات فِي سطح خَان، فِي بعض الْأَسْفَار، وَمَعَهُمْ قراد، وَمَعَهُ قرد، وَامْرَأَته، فباتا فِي خَان.
قَالَ: فَلَمَّا نَام النَّاس، رَأَيْت القرد قد قلع المسمار الَّذِي فِي السلسلة، وَمَشى نَحْو الْمَرْأَة، فَلم أعلم مَا يُرِيد.
فَقُمْت، فرآني القرد، فَرجع إِلَى مَكَانَهُ، فَجَلَست، فَفعل ذَلِك دفعات، وفعلته.
فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ الْأَمر، جَاءَ إِلَى خرج القراد، ففتحه، وَأخرج مِنْهُ صرة دَرَاهِم، خمنت أَن فِيهَا أَكثر من مائَة دِرْهَم، فَرمى بهَا إِلَيّ.
فعجبت من أمره، وَقلت: أمسك، لأنظر مَا يفعل، فَأَمْسَكت.
فجَاء إِلَى الْمَرْأَة، فمكنته من نَفسهَا، فوطأها.
فاغتممت بتمكيني إِيَّاه من ذَلِك، وحفظت الصرة.
فَلَمَّا كَانَ من غَد، صَاح القراد، يطْلب مَا ذهب مِنْهُ.
وَقَالَ لصَاحب الخان: قردي يعرف من أَخذ الصرة، فاضبط بَاب الخان، وأقعد أَنا وَأَنت والقرد، وَيخرج النَّاس، فَمن علق بِهِ القرد فَهُوَ خصمي، فَفعل ذَلِك.
وَأَقْبل النَّاس يخرجُون والقرد سَاكِت لَا يتَكَلَّم، وَخرجت فَمَا عرض لي، فوقفت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute