للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُو سعيد الثغري يعتقل ويعذب

قَالَ مؤلف هَذَا الْكتاب: وللبحتري فِي هَذِه الأبيات الكافية، خبر آخر حسن، نذكرهُ لِأَنَّهُ أَيْضا يدْخل فِي هَذَا الْبَاب، أَخْبرنِي أَبُو بكر الصولي إجَازَة، ونقلته من خطه، قَالَ: حَدثنِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القنوي، قَالَ: طُولِبَ أَبُو سعيد الثغري، بِمَال، بعد غَزَوَاته الْمَشْهُورَة، وَسلم إِلَى أبي الْحُسَيْن النَّصْرَانِي الجهبذ ليستخرج مِنْهُ المَال، فَجعل يعذبه فشق ذَلِك على الْمُسلمين، وَقَالُوا: يَأْخُذ بثأر النَّصْرَانِيَّة.

فَقَالَ البحتري:

يَا ضَيْعَة الدُّنْيَا وضيعة أَهلهَا ... وَالْمُسْلِمين وضيعة الْإِسْلَام

طلبت ذحول الشّرك فِي دَار الْهدى ... بَين المداد وألسن الأقلام

هَذَا ابْن يُوسُف فِي يَدي أعدائه ... يجزى على الْأَيَّام بِالْأَيَّامِ

نَامَتْ بَنو الْعَبَّاس عَنهُ وَلم تكن ... عَنهُ أُميَّة - لَو رعت - بنيام

فقرئ هَذَا الشّعْر على المتَوَكل، فَأمر بِإِطْلَاق أبي سعيد، وتوليته، وَأمر بإحضار قَائِل الأبيات، فأحضر البحتري، واتصل بِهِ فَكَانَ أول شعر أنْشدهُ، قَوْله فِي أبي سعيد:

جعلت فدَاك الدَّهْر لَيْسَ بمنفك

وَذكر الأبيات، إِلَّا أَنه قَالَ فِي الْبَيْت الثَّالِث، بدل الحادثات: النائبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>