الْمُعْتَمد يَأْمر بِقطع يَد غُلَام من غلمانه ثمَّ يعْفُو عَنهُ
بَلغنِي أَن أَبَا مُحَمَّد بن حمدون، قَالَ: اشْتهى الْمُعْتَمد أَن يتَّخذ لَهُ فرش ديباج، بستوره وَجَمِيع آلاته، على صُورَة صورها، وألوان اقترحها.
فَعمل ذَلِك بتنيس، وَحمل إِلَيْهِ، فسر بِهِ غَايَة السرُور، وَتقدم، فنجد، ونضد، وَنصب، وأحضرني والندماء، وَهُوَ يَأْكُل فِيهِ، فَمَا منا إِلَّا من وَصفه وَاسْتَحْسنهُ، ثمَّ قَامَ لينام وينتبه، فيشرب فِيهِ، وصرفنا.
فَمَا شعرنَا إِلَّا وَقد امْتَلَأت الدَّار ضجة وصياحا، ودعا بِنَا، فوجدناه يزأر كالأسد.
وَإِذا نصف ستر من تِلْكَ الستور قد قطع، وَهُوَ يَقُول: لَيْسَ بِي قِطْعَة، وَلَا قِيمَته؛ لِأَنَّهُ يمكنني أَن أسْتَعْمل مَكَانَهُ، وَإِنَّمَا بِي أَنه نغص عَليّ السرُور بِهِ أول يَوْم، واجترأ عَليّ بِمثل هَذَا الْفِعْل، وأصعب من هَذَا أَنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute