للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد الْمُؤَنَّث يربح الرِّهَان ويحيي نفسا ميتَة

حَدثنِي عُثْمَان بن مُحَمَّد السّلمِيّ، الْمَعْرُوف بـ: أبي الْقَاسِم الْأَصْفَر، غُلَام أبي الْحسن بن عبد السَّلَام الْهَاشِمِي الْبَصْرِيّ، قَالَ: كَانَ عندنَا بالمربد، رجل من خول مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي، يدعى بـ: عباد، وَكَانَ مؤنثا، وَكَانَ يحمل السِّلَاح.

فَاجْتمع يَوْمًا مَعَ قوم من الخول على شراب لَهُم، فتجاذبوا حَدِيث الشجَاعَة، فعابوه بِمَا فِيهِ من التَّأْنِيث، فخاطرهم فِي شَيْء يعمله، مِمَّا يفرضون عَلَيْهِ، يبين بِهِ عَن شجاعته.

فَقَالُوا: تخرج السَّاعَة بِغَيْر سلَاح إِلَى صهاريج الْحجَّاج، فَتدخل مِنْهَا فِي الصهريج الْفُلَانِيّ، وتسمر فِي أرضه هَذَا الوتد، وتعود.

قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ، مؤلف هَذَا الْكتاب: وَهَذِه الصهاريج على أَكثر من فَرسَخ من الْبَصْرَة، فِي الْبَريَّة، وَقد شاهدتها، وَهِي موحشة الْمَكَان، خَالِيَة، يجْتَمع فِيهَا المَاء، كَانَ الْحجَّاج قد عَملهَا مَادَّة لشرب أهل الْمَوْسِم والقوافل، وَمن يرد من الْمُسَافِرين.

نرْجِع إِلَى الْخَبَر.

قَالَ فَأَخْبرنِي عباد، قَالَ: خرجت، وَلَيْسَ معي إِلَّا وتد ومطرقة، حَتَّى بلغت الصهريج الَّذِي خاطرت عَلَيْهِ، وَكَانَ أعظمهم، وأوحشها.

<<  <  ج: ص:  >  >>