للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَاضِي التنوخي يتحدث عَن قصَّته مَعَ أبي عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد الصولي

قَالَ مؤلف الْكتاب: كنت بِالْبَصْرَةِ فِي الْمكتب سنة خمس وَثَلَاثِينَ، وَأَنا مترعرع، أفهم، وأحفظ مَا أسمع، وأضبط مَا يجْرِي.

وَكَانَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قد مَاتَ بهَا فِي شهر رَمَضَان من هَذِه السّنة، وَأوصى إِلَى أبي فِي تركته، وَذكر فِي وَصيته أَنه لَا وَارِث لَهُ.

فَحَضَرَ إِلَى أبي ثَلَاثَة إخْوَة شباب فُقَرَاء، بأسوإ حَال، يُقَال لأكبرهم: أَبُو عَليّ أَحْمد، والأوسط: أَبُو الْحسن مُحَمَّد، والأصغر أَبُو الْقَاسِم، بَنو مُحَمَّد التمار.

وَذكروا لأبي، أَن أمّهم تقرب إِلَى أبي بكر الصولي، وَأَنَّهُمْ يرثونه برحمها مِنْهُ، وَذكروا الرَّحِم واتصالها.

فسامهم أبي، أَن يبينوا ذَلِك عِنْده بِشَهَادَة شَاهِدين من الْعُدُول؛ ليعطيهم مَا يفضل، بعد الدَّين من التَّرِكَة، عَن الثُّلُث، فاضطربوا فِي ذَلِك، وَكَانُوا يتعكسون فِي إِقَامَة الشَّهَادَة شهورا، ويلازمون بَاب أبي.

وَكَانَ مكتبي فِي بَيت قد أخرجه من دَاره إِلَى سكَّة الِاثْنَيْنِ الَّتِي ينزلها، وَجعل بَينه وَبَين بَاب دَاره، دكانا ممتدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>