٢٧١ واسطي أتلف مَاله وافتقر ثمَّ صلح حَاله بعد أهوال
حَدثنِي عبيد الله بن مُحَمَّد الصُّورِي، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: كَانَ فِي جوارنا بواسط، شَاب أتلف مَاله فِي اللّعب، فافتقر فقرا شَدِيدا، ثمَّ رَأَيْته بعد ذَلِك بِمدَّة، وَقد أثرى، وصلحت حَاله، وَأَقْبل على شَأْنه.
فَقلت لَهُ: مَا سَبَب هَذَا؟ فدافعني.
ثمَّ قَالَ: أحَدثك، وتكتم عَليّ؟ فَقلت: نعم.
فَقَالَ: إِن الْفقر بلغ بِي إِلَى حَال تمنيت مَعهَا الْمَوْت، وَولدت امْرَأَتي ذَات لَيْلَة، وَكَانَت لَيْلَة الْعِيد، فَلم يكن معي مَا أَشْتَرِي لَهَا مَا يمسك رمقها، فَخرجت على وَجْهي، أطلب من أَتصدق مِنْهُ شَيْئا أَعُود بِهِ إِلَى امْرَأَتي.
فأفضيت إِلَى زقاق طَوِيل لَا أعرفهُ، فَدخلت، فَإِذا هُوَ لَا ينفذ، وَإِذا فِيهِ بَاب دَار مَفْتُوح، ومستراح.
فَدخلت الدَّار بِغَيْر إِذن، فَإِذا بِرَجُل يطْبخ قدرا، فصاح عَليّ، وَقَالَ: من أَنْت، وَيلك؟ ، فقصصت عَلَيْهِ خبري.
فَقَالَ: امْضِ إِلَى ذَلِك الْبَيْت، واجلس إِلَى أَن أفرغ من الْقدر، فأعطيك مِنْهَا مَعَ الْخبز شَيْئا إِلَى امْرَأَتك، وَنَفَقَة تكفيك أَيَّامًا.
فَدخلت الْبَيْت، فَرمى إِلَيّ كسَاء، وَقَالَ: تغط بِهِ، ونم سَاعَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute