مِصْبَاح لَهُم، وَكنت ساغبا، فأخرجت يَدي، وأهويت إِلَى الْقَصعَة، وأكلت مَعَهُمَا.
فأحس الرجل بيَدي، فأنكرها، وَقبض عَلَيْهَا، فقبضت على يَد الْمَرْأَة بيَدي الْأُخْرَى.
فَقَالَت لَهُ الْمَرْأَة: مَا لَك ويدي؟ فَظن أَنه قَابض على يَد الْمَرْأَة، فخلى يَدي، فخليت يَد الْمَرْأَة.
وأكلنا، ثمَّ أنْكرت الْمَرْأَة يَدي، وقبضت عَلَيْهَا، فقبضت على يَد الرجل، فَقَالَ لَهَا: مَا لَك ويدي؟ فخلت عَن يَدي، وخليت عَن يَده.
وانقضى الطَّعَام، واستلقى الرجل، ونام، فَلَمَّا استثقل، وَأَنا مراصدهم، وَالْفرس مُقَيّد، ومفتاح قيد الْفرس تَحت رَأس الْمَرْأَة.
فَوَافى عبد لَهُ أسود، فنبذ حَصَاة، فانتبهت الْمَرْأَة، وَقَامَت إِلَيْهِ، وَتركت الْمِفْتَاح فِي مَكَانَهُ، وَخرجت من الخباء إِلَى ظهر الْبَيْت ورمقتها بعيني، فَإِذا العَبْد قد علاها.
فَلَمَّا حصلا فِي شَأْنهمَا؛ دببت، فَأخذت الْمِفْتَاح، وَفتحت القفل، وَكَانَ معي لجام مَصْنُوع من شعر، فأوجرته الْفرس، وركبتها، وَخرجت عَلَيْهَا من الخباء.
فَقَامَتْ الْمَرْأَة من تَحت الْأسود، وَدخلت الخباء، ثمَّ صاحت، وذعر الْحَيّ، فصاحوا، وأحسوا بِي، وركبوا فِي طلبي، وَأَنا أكد الْفرس، وَخَلْفِي خلق مِنْهُم.
فَأَصْبَحت، وَلست أرى إِلَّا فَارِسًا وَاحِدًا بِرُمْح، فلحقني وَقد طلعت الشَّمْس، فَأخذ يطعنني، فَلَا تصل طعنته إِلَى أَكثر مِمَّا رَأَيْت من ظَهْري، لَا فرسه تلْحق بِي فتتمكن طعنته مني، وَلَا فرسي تبعدني إِلَى حَيْثُ لَا يمسني الرمْح.
حَتَّى وافيت إِلَى نهر جَار، فَصحت بالفرس، فوثبته، وَصَاح الْفَارِس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute