للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا خير من ذملت يَمَانِية بِهِ ... بعد الرَّسُول لآيس أَو طامع

وَالله يعلم مَا أَقُول فَإِنَّهَا ... جهد الألية من حنيف رَاكِع

قسما وَمَا أدلي إِلَيْهِ بِحجَّة ... إِلَّا التضرع من مقرّ خاشع

مَا إِن عصيتك والغواة تمد لي ... أَسبَابهَا إِلَّا بقلب طائع

حَتَّى إِذا علقت حبائل شقوتي ... بردي على حفر المهالك هائع

لم أدر أَن لمثل ذَنبي غافرا ... فأقمت أرقب أَي حتف صارعي

رد الْحَيَاة عَليّ بعد ذهابها ... عَفْو الإِمَام الْقَادِر المتواضع

أحياك من ولاك أطول مُدَّة ... وَرمى عَدوك فِي الوتين بقاطع

إِن الَّذِي قسم الْفَضَائِل حازها ... فِي صلب آدم للْإِمَام السَّابِع

كم من يَد لَك لَا تُحَدِّثنِي بهَا ... نَفسِي إِذا آلت إِلَيّ مطامعي

أسديتها عفوا إِلَيّ هنيئة ... فَشَكَرت مصطنعا لأكرم صانع

ورحمت أطفالا كأفراخ القطا ... وحنين والهة كقوس النازع

وعفوت عَمَّن لم يكن عَن مثله ... عَفْو وَلم يشفع إِلَيْك بشافع

إِلَّا الْعُلُوّ عَن الْعقُوبَة بعد مَا ... ظَفرت يداك بمستكين خاشع

قَالَ: فَبكى الْمَأْمُون، ثمَّ قَالَ: عَليّ بِهِ، فَخلع عَلَيْهِ، وَأمر لَهُ بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم، وَكَانَ ينادمه، لَا يُنكر مِنْهُ شَيْئا.

<<  <  ج: ص:  >  >>