للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُنْذُ دهر، أَن أدع هَذِه الجهبذة، وأتوفر على خدمته فِي الدَّار، فَلَا أفعل؛ طلبا للتمسك بصنعتي، والآن، فَأَنا أسأله أَن يرد إِلَيْك عَمَلي، وأخدمه أَنا فِي غَيرهَا، فَقُمْ عَاجلا، وَأصْلح أَمرك.

فَأخذت إِلَى الْحمام ونظفت، وجاءوني بخلعة، فألبستها، وَخرجت إِلَى حجرَة والدته، فَجَلَست فِيهَا.

ثمَّ أدخلني على أَمِير الْمُؤمنِينَ، وحدثته بحديثي، وخلع عَليّ، ورد إِلَيّ الْعَمَل الَّذِي كَانَ إِلَى وَلَدي، وأجرى عَليّ من الرزق، فِي كل شهر كَذَا، وقلد ابْني أعمالا هِيَ من أجل عمله، وأضعف لَهُ أرزاقه، وَأمره بِلُزُوم حَضرته فِي أَشْيَاء اسْتَعْملهُ فِيهَا من خَاص أمره.

فَجئْت لأشكرك على مَا عاملتني بِهِ من الْجَمِيل، وأعرفك بتجدد النِّعْمَة.

قَالَ عَمْرو بن مسْعدَة: فَلَمَّا أسمى الْفَتى؛ علمت أَنه ابْن داية الْمَأْمُون، كَمَا قَالَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>