للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَامْتنعَ كركير من إنفاذهم، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ قطاع الطَّرِيق، قد قطعُوا وَقتلُوا، وَلَا أسلمهم إِلَّا بِأَمْر يرد عَليّ من ركن الدولة، فَجئْت إِلَيْهِ وعرفته.

فمضيت، فَأَقَامَ الرجل على الِامْتِنَاع من تسليمهم، فعدت إِلَى عضد الدولة فَأَخْبَرته.

فاغتاظ من ذَلِك، وَأَمرَنِي أَن أكسر الْحَبْس، وأجيئه بالأكراد، فامتثلت أمره، وأحضرتهم المضرب، وأعلمته.

فَأمرنِي أَن أمضي أَنا وحاجب آخر من حجابه، سَمَّاهُ، لنقتلهم.

فحملناهم إِلَى مَوضِع، وأمرنا، فَقتل مِنْهُم ثَلَاثَة.

وَقدم الرَّابِع فَرَمَاهُ ذَلِك الْحَاجِب بخشت، كَانَ فِي يَده، فنبا عَنهُ، وَلم يعْمل فِيهِ، فَتقدم بشد عَيْنَيْهِ، وَشرب رقبته بِالسَّيْفِ، فشددت عَيْنَيْهِ بمنديل خاز، حضرهم فِي الْحَال.

فَلَمَّا رفع السياف يَده ليحطها على المضرب؛ استرخى المنديل فَوَقع على المضرب فغطاه.

فَقَالَ السياف: ارْفَعُوا المنديل.

فأومأت بِطرف عَصا كَانَت فِي يَدي، على رسم الْحجاب، لأزيل المنديل، فيتمكن السياف من الضَّرْبَة، فَإِذا رَسُول عضد الدولة يسْعَى وَيَقُول: لَا تقتلُوا الْقَوْم.

فتوقفنا، ومضيت إِلَى حَضرته، وعرفته صُورَة من قتل وَمن بَقِي، وَمَا اتّفق

<<  <  ج: ص:  >  >>