للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَضربت قَفاهُ بالقرد، فَفَزعَ القرد على نَفسه، فَقبض على عنق الرجل، وَتمكن من ظَهره.

فورد على الرجل مَا حيره، وأفزعه، وَذهب بعقله، فَخر مغشيا عَلَيْهِ، وَوَقع السَّيْف من يَده، فَأَخَذته، وَرَأَيْت الْجحْفَة مطروحة، فأخذتها.

وقصدت الرجل، فَثَابَ إِلَيْهِ عقله، وَرمى بالقرد عَن ظَهره، وسعى هَارِبا.

فقصدت الْمَرْأَة، وحللت كتافها، وَقلت لَهَا: مَا قصتك؟ قَالَت: أَنا بنت فلَان، وَذكرت رجلا من أهل المربد، وَهَذَا ابْن عمي، وَكَانَ يعشقني، فخطبني من أبي، فَامْتنعَ من تَزْوِيجه بِي، وزوجني من رجل غَرِيب، وَدخل بِي من شهور.

فَلَمَّا كَانَ أمس؛ خرجت أَنا وَجَمَاعَة من نسَاء الْجِيرَان، نَنْظُر إِلَى الصَّحرَاء، وَقت الْعَصْر.

وبلغه خبرنَا، فكبسنا بالصحراء، وَمَعَهُ عدَّة رجال بِالسِّلَاحِ، فَأخذ كل رجل امْرَأَة، وَانْفَرَدَ بهَا، وحملني هَذَا إِلَى هَذَا الصهريج، ففجر بِي طول اللَّيْل، فَلَمَّا كَانَ الْآن عزم على قَتْلِي، فأغاثني الله بك، وَمَا أعرف للنسوة الْبَاقِيَات خَبرا.

فَقلت: امشي، لَا بَأْس عَلَيْك.

فمشت بَين يَدي إِلَى أَن دخلت الْبَصْرَة، فدققت بَاب والدها.

فَقَالَ: من بِالْبَابِ؟ فكلمته، فَفتح لَهَا، فَدخلت الدَّار.

وعدت إِلَى أَصْحَابِي، فحدثتهم بِالْحَدِيثِ، وأريتهم القرد، وَخَرجْنَا من الْغَد، فَرَأَوْا الوتد، وَجئْت بهم إِلَى بَاب دَار الْمَرْأَة، فأريتهم إِيَّاه، وَأخذت خطري.

<<  <  ج: ص:  >  >>