فَقَالَ: لَيْسَ بك إِلَيّ، وَلَا إِلَى غَيْرِي من حَاجَة.
فَغَدَوْت إِلَيْهَا، فَلَمَّا انْقَضى السَّلَام، قلت: جعلني الله فدَاك، فَكرت فِي حَاجَة، فَسَأَلت أبي أَن يحضر كَلَامي إياك فِيهَا، لأستعين بِهِ، فأسلمني، فَقَالَت: يَا بني، إِن حَاجَة لَا تقضى لَك حَتَّى تحضر أَبَاك فِيهَا، لحَاجَة عَظِيمَة الْقدر.
ثمَّ قَالَت: مَا هِيَ؟ فَقلت: كتاب، وصيفتك، أحب أَن تهبيها لي.
فَقَالَت: أَنْت صبي أَحمَق، اقعد، حَتَّى أحَدثك حَدِيثا، أحسن من كل كتاب على وَجه الأَرْض، وَأَنت من كتاب على وعد.
فَقلت: هَاتِي، جعلني الله فدَاك.
فَقَالَت: كنت، من أول أمس، عِنْد الخيزران، ومجلسي ومجلسها، إِذا اجْتَمَعنَا، فِي عتبَة بَاب الرواق، وبالقرب منا فِي صدر الْمَكَان، برذعة، ووسادتان، ومسانيد، عَلَيْهَا سبنية، لأمير الْمُؤمنِينَ.
وَهُوَ كثير الدُّخُول إِلَيْهَا وَالْجُلُوس عِنْدهَا، فَإِذا جَاءَ جلس فِي ذَلِك الْموضع، وَإِذا انْصَرف، طرحت عَلَيْهِ السبنية إِلَى وَقت رُجُوعه، فَإنَّا لجُلُوس، إِذْ دخلت عَلَيْهَا إِحْدَى جواريها، فَقَالَت: يَا ستي، بِالْبَابِ امْرَأَة مَا رَأَيْت أحسن مِنْهَا وَجها، وَلَا أَسْوَأ حَالا، عَلَيْهَا قَمِيص مَا يستر بعضه موضعا من بدنهَا، إِلَّا انْكَشَفَ مِنْهَا مَوضِع آخر غَيره، تستأذن عَلَيْك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute