للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الصولي: وَلما أوقع الْمهْدي بِيَعْقُوب بن دَاوُد، أحضر إِسْحَاق بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن الربعِي الْهَاشِمِي.

فَقَالَ لَهُ: أتزعم أَنكُمْ الكبراء من ولد عبد الْمطلب، لِأَن الْحَارِث أَبَاكُم أكبر وَلَده، وَلذَلِك صرت أَحَق بالخلافة مني؟ فَقَالَ إِسْحَاق: على من قَالَ هَذَا، أَو نَوَاه، لعنة الله، وَإِذا صَحَّ عَليّ هَذَا، فاقتلني.

فَقَالَ: يَعْقُوب بن دَاوُد، قَالَ لي هَذَا عَنْك.

فَقلت فِي نَفسِي: يَعْقُوب قد قتل، وَلم أَشك فِي ذَلِك، فقد أمنت من أَن يبهتني.

فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن واجهني يَعْقُوب بِهَذَا فقد اعْترفت بِهِ.

فأحضر يَعْقُوب مُقَيّدا، فَقَالَ لَهُ: أما أَخْبَرتنِي عَن إِسْحَاق بِكَذَا؟ قَالَ إِسْحَاق: فأحسست، وَالله، بِالْمَوْتِ، إِلَى أَن قَالَ يَعْقُوب: وَالله، مَا قلت لَك هَذَا قطّ.

قَالَ: بلَى وَالله.

قَالَ: لَا وَالله، فاغتاظ الْمهْدي.

فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب: إِن أذكرتك القَوْل فِي هَذَا، تزيل التُّهْمَة عني؟ قَالَ: نعم.

قَالَ: أَتَذكر يَوْم شاورتني فِي أَمر مصر، فأشرت عَلَيْك بِإسْحَاق.

فَقلت: ذَاك يزْعم أَنه أولى بالخلافة مني، وَقد كَانَ مبارك التركي حَاضرا ذَلِك، فَاسْأَلْهُ، فَذكر الْمهْدي ذَلِك.

ثمَّ أقبل الْمهْدي يوبخ يَعْقُوب على أَفعاله، وَيَعْقُوب يقوم بِالْحجَّةِ.

إِلَى أَن قَالَ لَهُ يَعْقُوب: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَتَذكر حَيْثُ أَعْطَيْتنِي عهد الله وميثاقه، وَذمَّة رَسُوله، وَذمَّة آبَائِك، أَن لَا تقتلني، وَلَا تحبسني، وَلَا تضربني

<<  <  ج: ص:  >  >>