مُتَقَلِّدًا سَيْفا، وَمَعَهُ ابناه، فَسلم عَلَيْهِ بالخلافة.
فَقَالَ لَهُ، قَلِيلا قَلِيلا، وَمن حوله يسمع: لَا سلم الله عَلَيْك، يَا كلب، أَلَسْت الهاجي سيدنَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والفاخر بعجمك على أَهله؟ وَالله، لأطعمن الطير لحمك.
قَالَ: وَخفت أَن يعجل فيأمر بِهِ، فَجعلت أومئ إِلَى الِانْتِظَار بِهِ، فَسلم، وَلَا أَحسب ذَلِك إِلَّا لِأَنَّهُ كَانَ يعد لَهُ مَا الْقَتْل مَعَه رَاحَة.
ثمَّ قَالَ: كلاب غذتهم نعمتنا، وأشادت بذكرهم خدمتنا، سعوا بِالْبَاطِلِ علينا، وجحدوا إحساننا، وهجوا نَبينَا عَلَيْهِ السَّلَام، حَتَّى إِذا أظلهم الْعَذَاب، وأسلمتهم الحراب، تحَصَّنُوا بالرفض، ومدحوا أهلنا، وأخص النَّاس بِنَا، لتنصرهم علينا طَائِفَة منا، وليتألفوا قلوبًا نفرت عَنْهُم وَلم يعلم الْجَاهِل الْكَافِر، أننا وَبني عمنَا من آل أبي طَالب، لَو افترقنا فِي كل شَيْء تَجْتَمِع النَّاس عَلَيْهِ، مَا افترقنا فِي أَن الثالب لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَافِر، والفاخر عَلَيْهِ فَاجر، وَأَنا جَمِيعًا نرى قَتله، ونستحل دَمه.
فَمَا زلنا نسكن مِنْهُ ونحتال للْعُذْر عَنهُ وَجها، وَهُوَ لَا يقبل، ويعنفنا، وَيَقُول: لَيْسَ بِمُسلم من خَالف قولي هَذَا.
وأنشدني يحيى بن عَليّ، لنَفسِهِ، بعد أَن قتل ابْن المعتز:
نفخت فِي غير فَحم ... يَا قَاطعا كلّ رحم
لمّا تألّيت بغيًا ... أَن تطعم الطير لحمي
حميت مِنْك فَصَارَ ... الْمُبَاح مَا كنت تَحْمِي
فَاذْهَبْ إِلَى النَّار فازحم ... سكّانها أيّ زحم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute