للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيهِ، وهم لَا يعلمُونَ حَاله، وَأَنه أخلي لِكَثْرَة الجرارات فِيهِ.

وَصعد أَصْحَاب الرجل إِلَى السَّطْح لَيْلًا، وتركوه، لما وصف لَهُم أَن المفلوج لَا يجوز أَن يبيت فِي السَّطْح.

فَلَمَّا كَانَ من الْغَد وجدوه جَالِسا، وَكَانَ طريحًا ملقًى لَا يُمكنهُ أَن يَنْقَلِب من جنب إِلَى جنب، ووجدوا لِسَانه فصيحًا وَكَانَ متكسرًا بِالْعِلَّةِ، حَتَّى إِن الرجل مَشى فِي يَوْمه ذَلِك.

فأحضر بعض أهل الطِّبّ وَسَأَلَهُ عَن خَبره، ففتشه، فَوجدَ أثر لسع الجرارة فِي إِبْهَام رجله الْيُسْرَى.

فَقَالَ لَهُ: انْتقل السَّاعَة من هَذَا الخان، فَإِنَّهُ مَشْهُور بِكَثْرَة الجرارات، وَقد لسعتك وَاحِدَة مِنْهُنَّ فأبرأتك، وعشت بِشَيْء مَا عَاشَ أحد بِهِ قطّ، وَقَامَت حَرَارَتهَا بِبرد الفالج فأزالته، وَلم تتجاوزه فتقتلك، وسيعقب ذَلِك حِدة شَدِيدَة وحرارة، فاصبر لَهَا حَتَّى أعالجك باليسير من الرُّطُوبَة فَلَا ترجع إِلَيْك برودة الفالج، وانتقل لِئَلَّا تلسعك أُخْرَى فتتلف.

وانتقل الرجل، وتعاهده الطَّبِيب، فَحم المفلوج من غَد، وتلطف فِي علاجه حَتَّى برأَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>