للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغت، فتوقف وَأخذ يضعف ذَلِك فِي نَفسِي لِئَلَّا أغتم.

وَمَضَت السنون، فَلَمَّا بلغت السّنة الَّتِي ذكرهَا المنجم، ركبت مهْرا لي، وَخرجت من دَار الضَّرْب، وَأبي فِيهَا، وَكَانَ إِلَيْهِ الْعيار، فبلغت إِلَى ساباط بدرب سِيمَا، بدرب الديزج.

فنفر الْمهْر من كلب كَانَ فِي الطَّرِيق رابضًا، فَضرب رَأْسِي حَائِطا كَانَ فِي الساباط، فَوَقَعت عَن الْمهْر مغشيًا عَليّ.

ثمَّ حملت إِلَى دَار الضَّرْب، وأحضر طَبِيب، وَقد انتفخ مَوضِع الضَّرْبَة من رَأْسِي إنتفاخًا عَظِيما، فَأَشَارَ بفصدي، ففصدت فَلم يخرج لي دم.

فَحملت إِلَى بيتنا، وَلم أَشك فِي أَنِّي ميت لشدَّة مَا لَحِقَنِي، فاعتللت، وضعفت نَفسِي خوفًا مِمَّا ذكرته من حكم المنجم.

فَكنت يَوْمًا جَالِسا مُسْتَندا إِلَى سَرِير، وَقد أَيِست من الْحَيَاة، إِذْ حَملتنِي عَيْنَايَ، فخفق رَأْسِي، فَضرب درابزين السرير، فشج الْموضع المنتفخ، فَخرج مِنْهُ أَرْطَال دم، فخف مَا بِي فِي الْحَال، فصلحت، وبرئت، وعشت إِلَى الْآن.

وَكَانَ لَهُ يَوْم حَدثنِي بِهَذَا الحَدِيث أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة وشهور، على مَا أَخْبرنِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>