للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: أَيْن أَنا؟ فطيبت نَفسه، وغديناه بصدر دراج، وسقيناه نبيذًا، وَمَا زلت أسعطه بالطيب فِي أَنفه، حَتَّى تراجعت إِلَيْهِ قوته، وَأدْخل الْخَاصَّة والقواد إِلَيْهِ، فَسَلمُوا عَلَيْهِ من بعد، لما كَانَ قد شاع من خَبره، ثمَّ تكاملت قوته، ووهب الله لَهُ الْعَافِيَة.

فَلَمَّا برأَ من علته، دَعَا صَاحب حرسه، وحاجبه، وَصَاحب شرطته، فَسَأَلَ صَاحب الحرس عَن غَلَّته فِي كل سنة، فَعرفهُ أَنَّهَا ألف ألف دِرْهَم، وَسَأَلَ صَاحب شرطته عَن غَلَّته، فَعرفهُ أَنَّهَا خمس مائَة ألف دِرْهَم.

ثمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيل: كم غلتك؟ فَقلت: خَمْسُونَ ألف دِرْهَم.

فَقَالَ: مَا أنصفناك، حَيْثُ غلات هَؤُلَاءِ وهم يحرسوني، ويحجبوني عَن النَّاس، على مَا هِيَ عَلَيْهِ، وَتَكون غلتك مَا ذكرت، وَأمر بإقطاعي مَا قِيمَته ألف ألف دِرْهَم.

فَقلت: يَا سَيِّدي مَا لي حَاجَة إِلَى الإقطاع، وَلَكِن تهب لي مَا أَشْتَرِي بِهِ ضيَاعًا غَلَّتهَا ألف ألف دِرْهَم، فَفعل، وَتقدم بمعاونتي على ابتياعها.

فابتعت بهباته، وجعالاته، ضيَاعًا غَلَّتهَا ألف ألف دِرْهَم، فَجَمِيع مَا أمتلكه ضيَاع لَا إقطاع فِيهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>