حَتَّى قَتله، وَحمل عَليّ ليقتلني.
فَقلت لَهُ: مَا حاربتك، وَلَا امْتنعت عَلَيْك من أخذك ثِيَابِي، فلأي شَيْء تقتلني؟ فَقَالَ: استكتف فاستكتفت، فكتفني بتكتي ثمَّ حمل الثِّيَاب وَانْصَرف.
فَبَقيت متحيرًا، مشفيًا على التّلف، بالعطش، وَالشَّمْس، والوحوش، فَمَا زلت أتمطى فِي التكة حَتَّى قطعتها، وَقمت أَمْشِي إِلَى أَن جنني اللَّيْل.
فَرَأَيْت فِي الصَّحرَاء، على بعد، ضوء نَار خفِيا، فقدرته فِي قَرْيَة، فقصدته، فَإِذا هُوَ يخرج من قبَّة فِي الصَّحرَاء، فقربت مِنْهَا، واطلعت، فَإِذا اللص جَالس فِي الْقبَّة، يشرب نبيذًا، وَمَعَهُ امْرَأَة.
فَلَمَّا بصر بِي صَاح، وَتَنَاول سَيْفه وَخرج إِلَيّ، فَمَا زلت أناشده الله، وأحلف لَهُ أنني مَا علمت أَنه هُوَ، وَلَا قصدته عمدا، وَإِنَّمَا رَأَيْت النَّار فقصدتها، فَلم يعبأ بِقَوْلِي.
وحلفته الْمَرْأَة أَن لَا يقتلني بحضرتها، فجذبني إِلَى نهر جَاف قريب من الْقبَّة، وطرحني تَحْتَهُ، وجرد سَيْفه ليقتلني.
فَسمع صَوت الْأسد قَرِيبا مِنْهُ، فارتعدت يَده، وَسكت، وَأخذ يسكتني، فأنست بالسبع وزدت فِي الصياح.
فَمَا شَعرت إِلَّا والسبع قد تنَاوله من على صَدْرِي وهرول فِي الصَّحرَاء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute