للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَا أَثلَاث القاع قد ملّ صحبتي ... صَحَابِيّ فَهَل فِي ظلّكنّ مقيل

أحدّث نَفسِي عَنْك أَن لست رَاجعا ... إِلَيْك فحزني فِي الْفُؤَاد دخيل

رَجَعَ للْحَدِيث.

فَاسْتحْسن الرشيد الشّعْر، وَسَأَلَ عَن قَائِله، فَعرف أَنه ليحيى بن طَالب الْحَنَفِيّ اليمامي.

فَقَالَ: حَيّ هُوَ أم ميت؟ فَقَالَ بعض الْحَاضِرين: هُوَ حَيّ كميت.

قَالَ: وَلم؟ قَالَ: هرب من الْيَمَامَة، لدين عَلَيْهِ ثقيل، فَصَارَ إِلَى الرّيّ.

فَأمر الرشيد أَن يكْتب إِلَى عَامله بِالريِّ، يعرفهُ ذَلِك، وَأَن يدْفع إِلَيْهِ عشرَة آلَاف دِرْهَم، وَأَن يحمل إِلَى الْيَمَامَة على دَوَاب الْبَرِيد، وَكتب إِلَى عَامله بِالْيَمَامَةِ بِقَضَاء دينه.

فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام، قَالَ الرشيد لمن حَضَره: إِن الْكتب وَردت بامتثال مَا أمرت بِهِ.

وَعَاد يحيى إِلَى وَطنه مُوسِرًا، وَقد قضي دينه عَنهُ، من غير سعي مِنْهُ فِي ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>