بالعسكر كُله، قَالُوا لأبي سَلمَة: أخرج إِلَيْنَا الإِمَام، فدافعهم، وَقَالَ: لم يحضر الْوَقْت الَّذِي يجوز فِيهِ ظُهُور الإِمَام، وأخفى الْخَبَر عَن بني الْعَبَّاس، وَعمل على نقل الْأَمر عَنْهُم، إِلَى ولد فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهُم، وَكَاتب جمَاعَة مِنْهُم، فتأخروا عَنهُ.
وساء ظن بني الْعَبَّاس بِهِ، فاحتالوا حَتَّى أخرجُوا مولى لَهُم أسود كَانَ مَعَهم فِي السرداب، وَقَالُوا لَهُ: اعرف لنا الْأَخْبَار، فَعَاد إِلَيْهِم، وعرفهم أَن قَحْطَبَةَ غرق، وَأَن ابْن هُبَيْرَة انهزم، وَأَن ابْني قَحْطَبَةَ قد دخلا الْكُوفَة بالعسكر مُنْذُ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالُوا: اخْرُج وَتعرض لِابْني قَحْطَبَةَ، وأعلمهما بمكاننا، ومرهما بِأَن يكبسا الدَّار علينا ويخرجانا.
فَخرج الْمولى، وَكَانَ حميد بن قَحْطَبَةَ عَارِفًا بِهِ، فتعرض لَهُ، فَلَمَّا رَآهُ أعظم رُؤْيَته، وَقَالَ: وَيلك مَا فعل سادتنا، وَأَيْنَ هم؟ فخبره بخبرهم، وَأدّى إِلَيْهِ رسالتهم.
فَركب فِي قِطْعَة من الْجَيْش، وَأَبُو سَلمَة غافل، فجَاء حَتَّى ولج الدَّار، وَأرَاهُ الْأسود السرداب، فَدخل وَمَعَهُ نفر من الْجَيْش، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
فَقَالُوا: وَعَلَيْكُم السَّلَام.
فَقَالَ: أَيّكُم ابْن الحارثية؟ وَكَانَت أم أبي الْعَبَّاس عبد الله بن مُحَمَّد بن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute