للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الْأمان فقد سبق لَك، وَلَكِن، وَالله، لَا تَأْخُذ مَعَ الْمُسلمين عَطاء أبدا.

وَأَخْبرنِي أَبُو الْفرج الْمَعْرُوف بالأصبهاني، عَن حَمَّاد بن إِسْحَاق، عَن أَبِيه: أَن عبيد الله بن قيس الرقيات، مَنعه عبد الْملك بن مَرْوَان عطاءه من بَيت المَال، وَطَلَبه ليَقْتُلهُ، فَاسْتَجَارَ بِعَبْد الله بن جَعْفَر، وقصده، فالتقاه نَائِما.

وَكَانَ ابْن قيس صديقا لسائب خاثر، فَطلب الْإِذْن على ابْن جَعْفَر، فَتعذر، فجَاء بسائب خاثر ليستأذن لَهُ.

قَالَ سائب خاثر: فَجئْت من قبل رجْلي عبد الله بن جَعْفَر، ونبحت نباح الجرو الصَّغِير، فانتبه وَلم يفتح عَيْنَيْهِ، ورفسني بِرجلِهِ.

قَالَ: فَدرت إِلَى عِنْد رَأسه، ونبحت نباح الْكَلْب الْهَرم، فانتبه وَفتح عَيْنَيْهِ.

فَقَالَ: مَالك، وَيلك؟ فَقلت: عبيد الله بن قيس الرقيات بِالْبَابِ.

فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذنت لَهُ، وَدخل، فَرَحَّبَ بِهِ عبد الله وقربه، فَعرفهُ ابْن قيس خَبره.

فَدَعَا بظبية فِيهَا دَنَانِير، وَقَالَ لي: عد لَهُ مَا فِيهَا.

فَجعلت أعد لَهُ، وأطرب، وَأحسن صوتي بجهدي، حَتَّى عددت لَهُ ثَلَاث مائَة دِينَار، وَسكت.

فَقَالَ عبد الله: لماذا سكت، وَيلك؟ مَا هَذَا وَقت قطع الصَّوْت الْحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>