للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَسى أَن تَدور صروف الزَّمَان ... بِحسن الْخلَافَة والعائدة

ولإبراهيم بن الْمهْدي وَهُوَ فِي استتاره من الْمَأْمُون، قصيدة، مِنْهَا:

ولله نَفسِي إنّ فيّ لعبرة ... وَفِي الدَّهْر نقض للعرى بعد إبرام

غَدَوْت على الدُّنْيَا مليكًا مسلّطًا ... ورحت وَمَا أحوي بهَا قيس إِبْهَام

وَهل لَيْلَة فِي الدَّهْر إِلَّا أرى بهَا ... قد أثبت أقدامًا وزلّ بأقدام

كَذَاك رَأينَا الدَّهْر يقدم صرفه ... على كلّ نفسٍ بَين بؤسٍ وإنعام

فيرفع أَقْوَامًا وَكَانُوا أذلّة ... ويهوي من الصَّيْد الْكِرَام بِأَقْوَام

فيسقيهم شربين سخنًا وباردًا ... بكأسين شتّى من هوان وإكرام

وكائن ترى من معدمٍ بعد ثروة ... وَآخر يُؤْتى ثروةً بعد إعدام

وَله فِي هَذَا الاستتار قصيدة مِنْهَا:

سُبْحَانَ مقتدرٍ ملك السَّمَاء لَهُ ... وَالْأَرْض يملك أَعْلَاهَا وأسفلها

يختصّ من نعمٍ من شَاءَ من بشرٍ ... بِمَا يَشَاء وعمّن شَاءَ حوّلها

أضحت حياتك فِي بؤس تكابده ... بعد النَّعيم كَذَاك الدَّهْر بدّلها

عدمت بَاقِي حَيَاة قد شجيت بهَا ... فَمَا على الْجهد أبقاها وأطولها

<<  <  ج: ص:  >  >>