للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: السّمع وَالطَّاعَة , وَمضى، وَعَاد فَقَالَ: الْأَمِير يَقُول لَك: نعم، وكرامة وعزازة، أَي: وَقت شِئْت.

فَقلت: السَّاعَة.

فَلم تمض إِلَّا سَاعَة، حَتَّى جَاءُوا بِالطَّعَامِ، فأكلنا، وبالمشام والفواكه والنبيذ، وصف الْمجْلس، فَجَلَست أَنا والمحبوس الَّذِي معي فِي القيدين.

وَقلت لَهُ: تعال، حَتَّى نشرب، ونتفاءل بِأول صَوت تغنيه الْمُغنيَة، فِي سرعَة الْفرج مِمَّا نَحن فِيهِ فَلَعَلَّهُ يَصح الفأل.

فَقَالَ: أما أَنا فَلَا أشْرب، فَلم أزل أرْفق بِهِ حَتَّى شرب، فَكَانَ أول صَوت غنته الْمُغنيَة:.

تواعد للبين الخليط لينبتوا ... وَقَالُوا لراعي الذود موعدك السبت

وَلَكنهُمْ بانوا وَلم أدر بَغْتَة ... وأفظع شَيْء حِين يفجؤك البغت

قَالَ أَبُو عَليّ: ذكر الْمبرد فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بالكامل، الْبَيْت الأول، وَرَوَاهُ لمُحَمد بن يسير.

فَقَالَ لي: مَا هَذَا مِمَّا يتفاءل بِهِ، وَأي معنى فِيهِ، مِمَّا يدل على فرجنا؟ فَقلت: مَا هُوَ إِلَّا فأل مبارك، وَأَنا أَرْجُو أَن يفرق الله بَيْننَا وَبَين هَذِه الْحَالة الَّتِي نَحن عَلَيْهَا، وَيبين الْفرج وَالصَّلَاح، يَوْم السبت.

قَالَ: وأخذنا فِي شربنا يَوْمنَا، وسكرنا، وانصرفت الْمُغنيَة، وَمَضَت الْأَيَّام.

فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت، وَقد مضى من النَّهَار ساعتان، إِذا بياقوت قد دخل علينا، فارتعنا، وَقمت إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَيهَا الْوَزير، الله، الله، فِي أَمْرِي،

<<  <  ج: ص:  >  >>