للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجرني فَإِنِّي قد ظمئت إِلَى الْوَعْد ... مَتى ينجز الْوَعْد الْمُؤَكّد بالعهد

أُعِيذك من خلف الملول وَقد ترى ... تقطع أنفاسي عَلَيْك من الوجد

رأى الله عبد الله خير عباده ... فملكه وَالله أعلم بِالْعَبدِ

أَلا إِنَّمَا الْمَأْمُون للنَّاس عصمَة ... مُمَيزَة بَين الضَّلَالَة والرشد

فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: أَحْسَنت يَا عبد الله وظنها لَهُ.

فَقَالَ: بل أحسن قَائِلهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.

قَالَ: وَمن هُوَ قَائِلهَا؟ قَالَ: عَبدك الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك.

فقطب، وَقَالَ لَا حَيا الله من ذكرت، وَلَا بياه، وَلَا قربه، أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل:

أعيني جودا وابكيا لي مُحَمَّدًا ... وَلَا تذخرا دمعا عَلَيْهِ وأسعدا

فَلَا تمت الْأَشْيَاء بعد مُحَمَّد ... وَلَا زَالَ شَمل الْملك فِيهِ مبددا

وَلَا فَرح الْمَأْمُون بالعيش بعده ... وَلَا زَالَ فِي الدُّنْيَا طريدا مشردا

هَذَا بِذَاكَ، وَلَا شَيْء لَهُ عندنَا.

فَقَالَ ابْن البواب: فَأَيْنَ فضل أَمِير الْمُؤمنِينَ، وسعة حلمه، وعادته فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>