للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف دِرْهَم.

قَالَ: إِسْحَاق: فَقلت فِي نَفسِي، قد سكر الرجل، يَعْنِي جَعْفَر.

فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، حضرت دَار الرشيد، فَإِذا بِجَعْفَر بَين يَدَيْهِ، وَوجدت فِي الدَّار جلبة، فَإِذا بِأبي يُوسُف القَاضِي ونظرائه، وَقد دعِي بهم، ثمَّ دعِي بِعَبْد الْملك وَابْنه، فدخلا على الرشيد.

فَقَالَ الرشيد لعبد الْملك: إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ واجدا عَلَيْك، وَقد رَضِي عَنْك، وَأمر لَك بأَرْبعَة آلَاف ألف دِرْهَم، فَخذهَا من جَعْفَر السَّاعَة.

ثمَّ دَعَا بِابْنِهِ، وَقَالَ: اشْهَدُوا عَليّ أنني قد زَوجته ابْنَتي الغالية، ومهرتها عَنهُ ألفي ألف دِرْهَم، ووليته مصر.

فَلَمَّا خرج جَعْفَر سَأَلته عَن الْخَبَر، فَقَالَ: بكرت إِلَى دَار الرشيد، فحكيت لَهُ جَمِيع مَا جرى حرفا حرفا، ووصفت لَهُ دُخُول عبد الْملك وَمَا صنع، فَعجب مِنْهُ، وسر بِهِ.

فَقلت لَهُ: وَقد ضمنت لَهُ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ ضمانا.

فَقَالَ: مَا هُوَ؟ فأعلمته.

فَقَالَ: نفي لَهُ بضمانك، وَأمر بإحضاره، فَكَانَ مَا رَأَيْت.

<<  <  ج: ص:  >  >>