للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسح القوابل وَجهه فَبَدَا ... كالبدر بل أبهى من الْبَدْر

فنذرن حِين رأين غرته ... إِن عَاشَ أَن يوفين بِالنذرِ

لله صوما شكر أنعمه ... وَالله أهل الْحَمد وَالشُّكْر

فَقَالَ لَهُ معن: ثمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:

فنشا بِحَمْد الله حِين نشا ... حسن الْمُرُوءَة نابه الذّكر

فَقَالَ معن: ثمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:

حَتَّى إِذا مَا طر شَاربه ... خضع الْمُلُوك لسَيِّد بهر

فَإِذا وهى ثغر يُقَال لَهُ: ... يَا معن أَنْت سداد ذَا الثغر

فَقَالَ معن: أَنا أَبُو الْوَلِيد، أَعْطوهُ ألف دِينَار.

فَأَخذهَا وَرجع إِلَى ابْن أبي سُبْرَة، فَخَرَجَا جَمِيعًا إِلَى مَكَّة.

فَقَالَ ابْن أبي سُبْرَة: أما الْأَرْبَعَة آلَاف دِينَار، فلقضاء ديني، وَأما الألفان الفاضلة، فلك مِنْهَا ألف.

قَالَ الرابحي: قد أَعْطَانِي ألف دِينَار، وَهِي تجزيني، فَلَا تضيق على نَفسك فِي الألفي الدِّينَار.

فَقَالَ لَهُ: أَقْسَمت عَلَيْك لتأخذنها، فَأَخذهَا، وَأنْفق عَلَيْهِ، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة.

ونمى الْخَبَر إِلَى الْمَنْصُور، فَكتب إِلَى معن: مَا حملك على أَن أَعْطَيْت

<<  <  ج: ص:  >  >>