للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: الْوَزير يركب الْيَوْم؟ قَالُوا: نعم، السَّاعَة يركب.

قَالَ: وَأي وَقت نَام البارحة؟ قَالُوا: وَقت كَذَا وَكَذَا.

فَلَمَّا رَأَيْته يسْأَل عَن هَذَا، خمنت عَلَيْهِ أَنه صَاحب خبر، فأصغيت إِلَيْهِ، وَلم أره أَنِّي حافل بأَمْره وَهُوَ يسْأَل، إِلَى أَن لم يبْق شَيْئا يجوز أَن يُعلمهُ البوابون، عَمَّن وصل إِلَى الْوَزير، وَمن لم يصل، وَمَتى خَرجُوا، إِلَّا سَأَلَهُمْ عَنهُ، وحدثوه هم، أَحَادِيث أخر، على سَبِيل الفضول.

ثمَّ زحف فَدخل إِلَى حَيْثُ أَصْحَاب الستور، فَأخذ مَعَهم فِي مثل ذَلِك، وَأخذُوا مَعَه فِي مثله.

ثمَّ زحف، فَدخل إِلَى دَار الْعَامَّة.

فَقلت لأَصْحَاب الستور: من هَذَا؟ فَقَالُوا: رجل زمن فَقير أبله طيب، يدْخل الدَّار يتَصَدَّق ويتطايب فيهب لَهُ الغلمان والمتصرفون.

فتبعته إِلَى أَن دخل المطبخ، فَسَأَلَ عَمَّا أكل الْوَزير، وَمن كَانَ مَعَه على الْمَائِدَة، وكل وَاحِد يُخبرهُ بِشَيْء، ثمَّ خرج يزحف، حَتَّى دخل حجرَة الشَّرَاب، فَلم يزل يبْحَث عَنهُ كل شَيْء، فَيحدث بِهِ، ثمَّ خرج إِلَى خزانَة الْكسْوَة، فَكَانَت صورته كَذَلِك، ثمَّ جَاءَ إِلَى مجْلِس الْكتاب فِي الدِّيوَان، فَتصدق، وَأَقْبل يسمع مَا يجْرِي، وَيسْأل الصَّبِي بعد الصَّبِي، وَالْحَدَث بعد الْحَدث، عَن الشَّيْء بعد الشَّيْء، ويستخبر الْخَبَر، فِي كل مَوضِع من تِلْكَ الْمَوَاضِع، ويستقيه، ويخلط الْجد بالمزح والتطايب بِكَلَامِهِ، وَالْأَخْبَار تنجر إِلَيْهِ، وتتساقط

<<  <  ج: ص:  >  >>