للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِذا الْقَبْر مَكْشُوف، وَفِيه رجل شيخ، بِثِيَاب بيض، وَفِي رَأسه ضربات بَيِّنَة دامية، وعَلى لحيته دم، وَالنَّاس يسألونه فَيُجِيبهُمْ، فلحقتني حيرة، وَلم أدر عَمَّا أسأله.

فَقلت لَهُ: يَا سَيِّدي، لَعَلَّك عَارِف بِأبي الْفرج عبد الْوَاحِد بن نصر المَخْزُومِي الْمَعْرُوف بالببغاء.

فَقَالَ: نعم، أَنا عَارِف بِهِ.

فَقلت: أيعيش أم لَا؟ فَقَالَ: نعم، يعِيش، وَيبرأ، وَلَكِن أَنْت لَك ابْن فاحذر عَلَيْهِ من عِلّة تلْحقهُ قَرِيبا، واستيقظت.

وَأخذ يهنيني بالعافية، وَيَقُول: سرني مَا جرى، وَلَكِن قد أوحشني فِي أَمر ابْني، وأسأل الله تَعَالَى الْكِفَايَة.

قَالَ أَبُو الْفرج: وَكَانَ للرجل ابْن، لَهُ نَحْو الثَّلَاثِينَ سنة، وَهُوَ فِي الْحَال معافى، فَلَمَّا مَضَت خَمْسَة أَيَّام من الرُّؤْيَا حم الْفَتى، وتزايدت علته، فَمَاتَ فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر من يَوْم حم، فَقَوِيت نَفسِي فِي صِحَة الْمَنَام، وَمَا مضى على موت الْفَتى إِلَّا أَيَّام يسيرَة، حَتَّى أدبر مرضِي، وَلم تزل الْعَافِيَة تقوى إِلَى أَن عوفيت، وعادت صحتي كَمَا كَانَت بعد مُدَّة يسيرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>