قَالَ: فَمَتَى كنت فِي هَذِه الْمَدِينَة؟ قلت: دَخَلتهَا آنِفا، وَلَيْسَ لي بهَا منزل وَلَا معرفَة، وَلَيْسَت صناعتي من الصَّنَائِع الَّتِي يمت بهَا إِلَى أهل الْخَيْر.
فَقَالَ: وَمَا صناعتك؟ قلت: أُغني.
فَقَامَ، وَركب مبادرا، ووكل بِي بعض من كَانَ مَعَه، فَسَأَلت الْمُوكل بِي عَنهُ، فَقَالَ لي: هَذَا سَلام الأبرش، ثمَّ عَاد، فَأخذ بيَدي، فَانْتهى بِي إِلَى قصر من قُصُور الْخَلِيفَة، فَأَدْخلنِي مَقْصُورَة فِي آخر الدهليز، ودعا بِطَعَام من طَعَام الْمُلُوك على مائدة، فَأكلت، فَإِنِّي لكذلك، إِذْ سَمِعت ركضا فِي الدهليز، وقائلا يَقُول: أَيْن الرجل؟ فَقيل: هُوَ ذَا.