للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبكر بعض المتصرفين إِلَى الْحسن بن مخلد، وَكَانَ صديقا لأبي نوح، فَقَالَ لَهُ: قد خلع على صاعد.

فَقَالَ: لأي شَيْء؟ فَقَالَ: تقلد كِتَابَة مُوسَى بن بغا، فاستعظم ذَلِك.

وَركب فِي الْحَال إِلَى أبي نوح، وَقَالَ لَهُ: عرفت خبر صاعد؟ فَقَالَ: نعم، الْكَلْب، قد بلغك مَا عاملني بِهِ، وَالله لَأَفْعَلَنَّ بِهِ، ولأصنعن.

فَقَالَ لَهُ: أَنْت نَائِم؟ ! لَيْسَ هَذَا أردْت، قد ولي الرجل كِتَابَة الْأَمِير مُوسَى بن بغا، وخلع عَلَيْهِ، وَركب مَعَه الْجَيْش بأسرهم إِلَى دَاره.

فَقَالَ أَبُو نوح: لَيْسَ هَذَا مَا ظننته، بَات خَائفًا منا، فأصبحنا خَائِفين مِنْهُ، فَمَا الرَّأْي عنْدك؟ قَالَ: أَن أصلح بَيْنكُمَا السَّاعَة.

فَركب الْحسن بن مخلد إِلَى صاعد، فهنأه، وَأَشَارَ عَلَيْهِ أَن يُصَالح أَبَا نوح، وَقَالَ لَهُ: أَنْت بِلَا زَوْجَة، وَأَنا أجعلك صهره، وتعتضد بِهِ، وَإِن كنت قد نصرت عَلَيْهِ، فَهُوَ من تعلم مَوْضِعه وَمحله وَمحل مصاهرته ومودته، وَلم يَدعه حَتَّى أجَاب إِلَى الصُّلْح والمصاهرة.

فَقَالَ لَهُ: فتركب معي إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَبُو الْبِنْت، وَالزَّوْج يقْصد الْمَرْأَة، وَلَوْلَا ذَاك لجاءك.

فَحَمله من يَوْمه إِلَى أبي نوح، واصطلحا، وَوَقع العقد فِي الْحَال بَينهمَا فِي ذَلِك الْمجْلس، وَزوج أَبُو نوح ابْنَته الْأُخْرَى بِالْعَبَّاسِ بن الْحسن بن مخلد، فَولدت لَهُ أَبَا عِيسَى، الْمَعْرُوف بـ: ابْن بنت أبي نوح، صَاحب بَيت مَال الْإِعْطَاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>