للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقلت: إِن كَانَ فِي بلدي، فخمسة عشر دِينَارا فِي كل شهر، أتقوت بهَا أَنا وعيالي، وَهُوَ مَا لَا فضل فِيهِ لشَهْوَة وَلَا نائبة.

فَقَالَ: كن معي.

فاتبعته، فَصَارَ بِي إِلَى ديوَان فِيهِ كتاب، وحجرة لَطِيفَة، فدخلتها، فَإِذا فِي صدرها الْفضل بن مَرْوَان، وَهُوَ يكْتب حِينَئِذٍ للمعتصم، وَهُوَ أَمِير، فوصفني للفضل، ورغبه فِي استخدامي، فَرمى إِلَيّ الْفضل بِكِتَاب، وَقَالَ: أجب عَنهُ بِمَا يجب.

فاستعلمت مِنْهُ الدُّعَاء، وأجبت الرجل عَن الْكتاب، وعرضته عَلَيْهِ، فَرضِي خطي ولفظي.

وَقَالَ لي: كم يَكْفِيك فِي كل شهر الرزق؟ فَقَالَ لَهُ يُوسُف: الَّذِي ذكر أَنه يقنعه خَمْسَة عشر دِينَارا فِي كل شهر.

فَقَالَ: هَذَا قوت، وَلَا بُد من استظهار لنائبة، وَلَكِن قد جَعلتهَا ثَلَاثِينَ دِينَارا فِي كل شهر، فَقبلت يَده.

فَقَالَ: الزمني ليلك ونهارك، طلبتك أم لم أطلبك، فَإِن الْمُلَازمَة رَأس مَال الْكَاتِب.

قَالَ: فَلَزِمته كَمَا رسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>