وشق ذَلِك على الْمَأْمُون، وَأنْكرهُ على أبي إِسْحَاق إنكارا شَدِيدا، فَكَانَ فِيمَا رَآهُ تسكين النَّاس، وردهم إِلَى مصر.
فوردت عَليّ فِي يَوْم وَاحِد، كتب جمَاعَة من رُؤَسَاء الْبَلَد، يسْأَلُون الْأمان لَهُم.
فَقلت للفضل فِي ذَلِك.
فَقَالَ: أجبهم إِلَى مَا التمسوا، وأجب كل من سَأَلَ مثل ذَلِك.
فَكتبت فِي لَيْلَة، لمِائَة رجل، أَمَانًا، فظهروا، وَبعث إِلَيّ كل وَاحِد مِنْهُم، من ثَلَاثَة آلَاف دِينَار، إِلَى ألف دِينَار، إِلَى خمس مائَة دِينَار، وَبَعْضهمْ لم يبْعَث إِلَيّ شَيْئا.
فحصلت مَا اجْتمع لي، فَكَانَ مائَة ألف دِينَار، وأحييت مائَة إِنْسَان، وفرجت عَنْهُم، وَعَن أتباعهم، وَمن يلوذ بهم، وكشفت كربَة عَظِيمَة عَن أبي إِسْحَاق.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute