للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُؤَيد بِاللَّه بن المتَوَكل على الله، وَهُوَ إِذْ ذَاك أحد أَوْلِيَاء العهود، فداسه، وَسقط على وَجهه.

فصعب ذَلِك على الْمُؤَيد، وَلم يكن يعرفهُ، فَاغْتَمَّ أَن يجْرِي مِنْهُ على إِنْسَان مثل ذَلِك، فَأمر أَن يحمل إِلَى دَاره، فَفعل ذَلِك، وأفردت لَهُ حجرَة، وَمن يَخْدمه، وعولج بالدواء، وَالطَّعَام، وَالشرَاب، وَالطّيب، والفرش، حَتَّى برِئ بعد أَيَّام، فأنفذ إِلَيْهِ ألفي دِرْهَم، وَسَأَلَهُ إحلاله مِمَّا جرى عَلَيْهِ.

فَقَالَ: لَا أقبلها، أَو تقع عَيْني على الْمُؤَيد، فأشافهه بِالدُّعَاءِ.

فأوصل إِلَيْهِ، فشكره، ودعا لَهُ، وقص عَلَيْهِ قصَّته، وَسَأَلَهُ استخدامه.

فخف على قلبه الْمُؤَيد، واستكتبه، وَأمر أَن يصرف فِي دَاره، وَفِي دَار والدته إِسْحَاق، جَارِيَة المتَوَكل، فتصرف فِيهَا مُدَّة، وصلحت حَاله.

وَكَانَ الْمُوفق، أَخُو الْمُؤَيد من أمه، قد رأى ابْن الطَّبَرِيّ، فاجتذبه إِلَى خدمته، ونفق عَلَيْهِ، وانْتهى أمره مَعَه إِلَى أَن جعل إِلَيْهِ تربية المعتضد، وأكسبه الْأَمْوَال الجليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>