للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ أَن يُقَرّ على مَا إِلَيْهِ، وَيُزَاد شرطة بَغْدَاد.

فَلَمَّا جلس ابْن المعتز فِي الْيَوْم الأول؛ كَانَ الْمُتَوَلِي لإيصال النَّاس إِلَيْهِ، وَالْخَادِم بِحَضْرَتِهِ فِيمَا يخْدم فِيهِ الْحَاجِب، أحد الخدم غَيره.

فَبلغ ذَلِك سوسنا، فشق عَلَيْهِ، وتوهم أَن ذَلِك غدر بِهِ، وَرُجُوع عَمَّا شَرط، وووقف عَلَيْهِ، فَدَعَا الخدم، وغلمان الدَّار إِلَى نصْرَة المقتدر، فَأَجَابُوهُ فأغلق الْأَبْوَاب، وَأخذ أهبة الْحَرْب.

وَأصْبح ابْن المعتز، فِي الْيَوْم الثَّانِي من بيعَته، وَهُوَ يَوْم الْأَحَد لسبع بَقينَ من شهر ربيع الأول، سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، عَامِدًا على الْمسير إِلَى الدَّار، فثبطه مُحَمَّد بن دَاوُد، وعرفه رُجُوع رَأْي سوسن، عَمَّا كَانَ وَافق عَلَيْهِ.

وصغّر القواد ذَلِك فِي نَفسه، فَلم يتشاغل بتلافيه، وأشاروا عَلَيْهِ بالركوب إِلَى دَار الْخلَافَة، وهم لَا يَشكونَ فِي تَمام الْأَمر، فَركب وهم مَعَه.

وانقلبت الْعَامَّة مَعَ المقتدر، ورموا ابْن المغتر بالستر، وحاربوه مَعَ شرذمة أنفذهم سوسن لحربه مِمَّن أطاعه على نصْرَة المقتدر.

وَلما شَاهد ابْن المعتز الصُّورَة؛ انهزم وهرب، وانحل ذَلِك الْأَمر الْعَظِيم كُله، وتفرق القواد، وَسَار بَعضهم خَارِجا عَن بَغْدَاد، وروسل باقيهم عَن المقتدر بالتلافي، فسكنوا، وعادوا إِلَى طَاعَته.

وَطلب ابْن المعتز فَوجدَ، وَجِيء بِهِ إِلَى دَار الْخلَافَة، فحبس فِيهَا، ثمَّ قتل، وَكَانَت مدَّته، مُنْذُ ظهر يَوْم السبت، إِلَى قريب من الظّهْر من يَوْم الْأَحَد.

<<  <  ج: ص:  >  >>