قَالَ: فاركب من جنائبي، فركبت دَابَّة قدمهَا إِلَيّ، وصرت إِلَى طَاهِر، فَسلمت عَلَيْهِ، فساعة رَآنِي، قَالَ: أَنْت أَحْمد بن أبي خَالِد الْأَحول؟ قلت: نعم.
فَألْقى إِلَيّ كتابا فِي نصف قرطاس، بِخَط الْفضل بن سهل، وَكَانَ أول كتاب رَأَيْته؛ لأبي فلَان، من فلَان، فَإِذا عنوانه: لأبي الطّيب أعزه الله، تَعَالَى، من ذِي الرياستين؛ الْفضل بن سهل، وصدره: أعزّك الله، وَأطَال بَقَاءَك، أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَطَالَ الله بَقَاءَهُ، بِأَن تتقدم سَاعَة وُصُول كتابي هَذَا، بِطَلَب أَحْمد بن أبي خَالِد الْأَحول الْكَاتِب، حَيْثُمَا كَانَ من أقطار الأَرْض، فتحضره مجلسك، وتصله بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم، وتحمله على عشْرين دَابَّة من دَوَاب الْبَرِيد، إِلَى بَاب أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَطَالَ الله بَقَاءَهُ، مصونا، وَلَا ترخص لَهُ فِي التَّأَخُّر، فرأيك، أعزّك الله، فِي الْعَمَل بذلك، موفقا، إِن شَاءَ الله، تَعَالَى، وكتبت فِي يَوْم كَذَا من شهر كَذَا.