للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقلت فِي نَفسِي: أَنا فِي مَوضِع الوزارة، وَقد جعلني مستحثا إِلَى عَامل، ومستخرجا، وَلَكِن أَمر الْخَلِيفَة لَا بُد من سَمَاعه، وامتثال مرسومه.

وسرت حَتَّى قدمت بَغْدَاد، وَلم أقِم بهَا إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام، وانحدرت مِنْهَا فِي زلال، أُرِيد الْبَصْرَة، وَجعل لي فِيهِ خيش، واستكثرت من الثَّلج لشدَّة الْحر.

فَلَمَّا صرت بَين جرجرايا وجبل؛ سَمِعت صائحا من الشاطئ، يَصِيح: يَا ملاح، فَرفعت سجف الزلَال، فَإِذا بشيخ كَبِير السن، حاسر الرَّأْس، حافي الْقَدَمَيْنِ، خلق الْقَمِيص.

فَقلت للغلام: أجبه، فَأَجَابَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>